شهرام كريمي

شهرام كريمي (من مواليد 1957) هو فنان معاصر ينتمي إلى التيار ما بعد الحداثة والتجريب، وينشط في مجالات الرسم، والتصميم، والتنصيب الفني، والفنون المتعددة الوسائط، وتصميم الإنتاج السينمائي. يستلهم كريمي لغته الفنية من الثقافتين الشرقية والغربية المتباينتين ظاهريًا، واللتين تندمجان في أعماله لتعكسا تعبيرًا عالميًا.

وُلد كريمي في مدينة شيراز، حيث نشأ في بيئة ثقافية غنية، ما أتاح له التعرف المبكر على الرسم والسينما والشعر والأدب. انتقل في شبابه إلى طهران ليدرس الفن في جامعة الفنون الزخرفية، لكن بعد الثورة الثقافية اضطر إلى مغادرة الجامعة، فواصل الرسم كفنان عصامي. في عام 1987، هاجر كريمي إلى ألمانيا، حيث تعرّف على الإنجازات البصرية لعدد من الفنانين الغربيين.

يتغذّى عمل كريمي على تراث الثقافة والشعر الإيرانيين، كما يتأثر في الوقت نفسه بالفن الغربي الحديث. أسلوبه الفريد يمزج بين هذين العالمين. وعلى عكس العديد من معاصريه في الفن الإيراني الحديث، فقد تجاوز كريمي الموجة التقليدية إلى حدٍّ ما، إذ يتجنب استخدام العناصر الرمزية الشائعة في أعمال الفنانين الإيرانيين الحداثيين، مثل الخط والزخارف التقليدية والإشارات البصرية إلى المنمنمات. ومع ذلك، يبقى كريمي متجذرًا بعمق في خلفيته الإيرانية؛ فالثقافة والشعر والتصوف الشرقي لا تزال تلهم أعماله وتلعب دورًا رئيسيًا في رؤيته الفنية.

أقام كريمي العديد من المعارض الفردية في مؤسسات دولية كبرى، منها متحف زيغبورغ وبيت الفن في ترويسدورف (ألمانيا)، وصالة بريجيت شينك في كولونيا، وصالة ليلى هلر في نيويورك. كما عرضت أعماله في إيران ضمن منتدى الفنانين الإيرانيين، وصالة اعتماد في طهران، وصالة وصال في شيراز. وقد شارك أيضًا في بينالي إسطنبول الثامن للرسم.

في عام 2008، نُشر كتاب “Shahram Karimi: Contemporary Artists of Iran” عن دار نشر “نُزهت”، وتضمّن مجموعة مختارة من أعماله إلى جانب سيرة فنية للفنان.

بالإضافة إلى الرسم والتركيبات والفيديو آرت، عمل شهرام كريمي أيضًا كمصمم إنتاج سينمائي، حيث تعاون مع فنانين مثل شيرين نشأت وشجاع أذري. من بين الأفلام التي شارك فيها: “The White Meadows” لمحمد رسول‌اف، و“Women Without Men” لشيرين نشأت، و“Desert Dancer” لريتشارد رايموند، و“The Passage” لشجاع أذري، وغيرها من الأعمال. خلال العقد الأول من الألفية، حصل كريمي على جائزة الأسد الذهبي والجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن تصميم الإنتاج. كما نال في التسعينيات جائزة المركز الأول في مسابقة “جائزة الفن” بمنطقة راين-زيغ.

كثير من لوحات كريمي الأولى تتضمن صورًا شخصية وأشكالًا بشرية بجانب عناصر طبيعية مثل النباتات والمناظر الطبيعية. أما أعماله الأحدث، فهي مزيج من الرسم الطبيعي وفن الفيديو، تُقدّم رؤى متحركة للطبيعة. من أبرز أعمال هذه المرحلة: “Dreamscape”، “Blue Serenity”، “Misty Mountains”، “Yellow Calm”، و“The Poet’s House”، وقد عُرضت هذه الأعمال في معارض فردية وجماعية، وتم بيع بعضها في مزاد طهران الفني، ومزاد فان هام للفنون، وفيلبس في لندن.

آخر معرض فردي له أُقيم في عام 2020 من قبل صالة گلستان في طهران، وكان معرضًا افتراضيًا عبر الإنترنت. كما تم عرض أعماله في معارض فنية كبرى مثل آرت دبي، وآرت كولونيا، وبينالي إسطنبول للفن المعاصر، وآرت أبو ظبي.